الرئيس ميقاتي يؤكد التزام لبنان بمكافحة الفساد والعمل على وضع النصوص الإصلاحية اللازمة وتطبيقها
الأربعاء، ٢٤ نيسان، ٢٠٢٤
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلتزام حكومة لبنان الحازم بمكافحة الفساد والوقاية منه، وبعملها الدؤوب والجاد على وضع كافة النصوص الإصلاحية اللازمة وعزمها على تطبيقها كافة في ظل التزام سياسي شامل وغير مسبوق بمكافحة آفة الفساد التي كان لها الباع الكبير في الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية التي يمر بها لبنان.
وكان رئيس الحكومة استقبل في السرايا اليوم وفي حضور وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية السفيرة نجلا رياشي، بصفتها رئيسة اللجنة الفنية المكلفة بمكافحة الفساد، وفداً من الخبراء الحكوميين من دولتَي مالي وكمبوديا، على هامش "الزيارة القطرية" التي يقوم بها الوفد الى لبنان في إطار الإستعراض الدوري لمدى إلتزام لبنان بأحكام إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC، شارك في اللقاء إضافةً الى أعضاء الوفد، عن الجانب اللبناني، القاضية رنا عاكوم المكلفة من قبل الدولة اللبنانية بالتواصل والإرتباط مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC.
تأتي زيارة الوفد الى لبنان في إطار موجب التقييم الدوري لتطبيق لبنان لبنود اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC التي انضم إليها لبنان في العام ٢٠٠٩، والتي تلزم كل دولة طرف فيها بالخضوع للمراجعة من قبل دولتين نظيرتين لتقييم مدى امتثالها لأحكام الإتفاقية.
ويقوم الوفد المشترك من مالي وكمبوديا والمكلف بهذه "الزيارة القطرية" بتقييم مدى إلتزام لبنان بتطبيق أحكام الفصلين الثاني المتعلق بالتدابير الوقائية لمنع الفساد Prevention والخامس المتعلق باسترداد الموجودات Asset Recovery من الإتفاقية، وذلك عبر سلسلة لقاءات واجتماعات تعقد لمدة ثلاثة أيام في مكتب وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية من 23 الى 25 نيسان، وذلك بمشاركة كافة الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بتطبيق الإتفاقية ومنها وزارات العدل والداخلية والمالية ومصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي والهيئة العليا للتأديب والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وهيئة الشراء العام. كما يشارك خبراء من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC كون المكتب المذكور يشكل الأمانة العامة لآلية استعراض تنفيذ الإتفاقية.
لجنة الشؤون الخارجية
واستقبل رئيس الحكومة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة وعضوية النواب السادة: بيار بو عاصي، ندى البستاني، إلياس اسطفان، حيدر ناصر، إلياس الخوري، عناية عزالدين، سليم الصايغ وإبراهيم الموسوي.
النائب علامة
وقال النائب علامة بعد اللقاء: التقينا اليوم كلجنة شؤون خارجية ومغتربين مع دولة الرئيس ميقاتي لاستكمال الملف الذي نعمل عليه منذ نحو 19 شهراً، وهو ملف النازحين ولنسمع منه ما يتم تحضيره لمؤتمر بروكسل الذي سيعقد في شهر أيار المقبل والذي سيخصص للنازحين، لنطلع على موقف لبنان واستراتيجيته بالنسبة إلى موضوع النازحين.
أضاف: سمعنا من دولة الرئيس كلاماً يوحي بالإطمئنان وهو لحظ في كل اللقاءات التي أجراها نظرة مختلفة وبراغماتية أكثر لقسم كبير من الدول الأوروبية في موضوع النزوح. وأن الخطة التي يعمل عليها اليوم ستستكمل بزيارة لرئيس قبرص ستشكل عاملاً للدفع أكثر باتجاه عودة النازحين لبلادهم. وقد استمعنا من دولة الرئيس الى الإجراءات التي تتم لتطبيق القانون اللبناني الذي هو حق ومطلب من الجميع، لنسرّع بعودة النازح الى بلده. كان الجو مريحاً ونأمل بأن يتمكن لبنان بتشكيل نوعاً من "اللوبي" مع أصدقائه لتفهّم موضوع النزوح، ولقد أصبح هناك وجهة نظر واضحة كما فهمنا من دولة الرئيس بأن الوضع ليس مستداماً، وبالتالي هناك ضرورة للتفكير في كيفية التسريع في عودة النازح وكيف يمكن للمخصصات التي يحصل عليها النازح داخل لبنان أن تستمر إثر عودته الى سوريا.
أضاف: سمعنا من دولة الرئيس عن الإتصالات التي تتم في موضوع الحرب في جنوب لبنان، وما استجد مؤخراً، وما هي اللقاءات التي تحصل، واستمعنا منه أيضاً عن زيارته الى فرنسا وما استجد في موضوع دعم الجيش والقوى الأمنية، وهناك، كما فهمنا، استكمال لهذا الملف وتوجه لدعم الجيش والقوى الأمنية قريباً ليتمكنوا من القيام بمهامهم على الحدود اللبنانية، أكان في الشمال أو في الجنوب.
ورداً على سؤال عما سيقوله لبنان في مؤتمر بروكسل أجاب: "أكرر بأن دولة الرئيس ميقاتي ركّز بأن هناك وحدة موقف لبناني حول هذا الملف، وأتصور بأن كل الأحزاب والكتل السياسية في لبنان داعمة لموقف الحكومة وموقف الدولة الرسمي، هناك ملف يمكن أن يؤثر على ديموغرافية لبنان، هناك أعداد كبيرة من الولادات التي تحصل والتي ستتخطى نسبة الولادات لدى اللبنانيين ويمكن أن تكون قد تخطتها، نحن لا نتحدث من منطلق عنصري بل من منطلق ما يمكن أن يغيّر من ديموغرافية لبنان، وهذا سيكون الموقف الرسمي، فلبنان لم يعد يحتمل وليس شرطة لأي دولة أخرى، ولبنان لديه قدراته ولكنها محدودة، وهناك إجماع حول هذا الملف، وبدأنا بالتفكير بالخطط العملية للتسريع في العودة. وهذا بتصوّري هو الطريق الأسلم الذي سيتبعه لبنان خصوصاً وأن هناك نوعاً من القناعة لدى عدد كبير من الدول خصوصاً في أوروبا بأن هذا الملف الذي يشكل لهم "نقزة" لأنهم يشاهدون الأعداد التي تمر من لبنان إلى دول أوروبا، الأمر الذي يجب معالجته بطريقة تختلف عن أسلوب معالجته في السابق، عن طريق الإسراع بمساعدة النازح بالعودة الى بلده، وخلق البيئة الأساسية التي تساعده للبقاء فيه وتأمين أبسط المقومات له من مكان للسكن، وللتعلم والطبابة. ويجب أن تتوجه المساعدات التي سترد لمساعدة النازح في داخل سوريا، وهذا هو الإطار العام والمفهوم الذي أطلعنا عليه دولة الرئيس.
ورداً على سؤال عن مؤتمر بروكسل المرتقب والإضافة التي سيأتي بها خلافاً للمؤتمرات السابقة بها قال: "هناك إصرار من قبل الحكومة اللبنانية بأن المساعدات التي سترد أو أي حزمة مساعدات ستأتي لمساعدة لبنان في إطار معين، أما كل المساعدات العينية المطلوبة فيجب أن تعطى في الداخل السوري وليس في الداخل اللبناني، هذا ما سيتم التركيز عليه، وهناك إصرار من الرئيس ميقاتي الذي شرح هذه النقطة أكثر من مرة، بأن تشكل المساعدات حافزاً للنازح للعودة الى بلاده.
اللجنة الأولمبية اللبنانية
واستقبل رئيس الحكومة وفداً من اللجنة الأولمبية اللبنانية برئاسة الدكتور بيار جلخ الذي قال بعد اللقاء: وجهنا لدولة الرئيس دعوة لحضور افتتاح "أولمبياد باريس 2024" الذي سيجري في شهر تموز المقبل، خصوصاً أن الوجود اللبناني في هذه المناسبة يعتبر أمراً مهماً جداً، لا سيما بمشاركة البعثة اللبنانية حيث سيشارك قرابة 25 متطوعاً من المدارس اللبنانية في المساعدة باستقبال الوفود المشاركة، وسيتولون الترجمة باعتبارهم يتكلمون الفرنسية والعربية والإنجليزية، فالحضور الرسمي اللبناني ضروري جداً في مثل هكذا مناسبة، خصوصاً أن هناك جالية لبنانية كبيرة في فرنسا، وقد أكد لنا دولة الرئيس حضوره هذه المناسبة".
أضاف: "كما كان اللقاء مناسبة لإطلاع الرئيس ميقاتي على أوضاع القطاع الرياضي والإستعدادات التي نقوم بها رغم الظروف الصعبة التي نعاني منها".
نقابة المهندسين في طرابلس
واستقبل الرئيس ميقاتي وفداً من مجلس نقابة المهندسين في طرابلس برئاسة النقيب شوقي فتفت الذي قال بعد اللقاء: "عرضنا مع دولة الرئيس مجمل الأوضاع العامة وأطلعناه على أجواء انتخابات النقابة التي جرت مؤخراً، كما وضعنا كافة إمكاناتنا بتصرفه".
واستقبل رئيس الحكومة محافظ جبل لبنان محمد مكاوي بصفته رئيساً لبعثة الحج، واطلع منه على الإجراءات المتخذة لتسهيل رحلات الحج للعام الحالي.